تكلفة اقتصادية كبيرة لقطع علاقات دول عربية مع قطر

أعلنت ثلاث دول خليجية، هي السعودية والبحرين والإمارات بالإضافة إلى اليمن ومصر وليبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب "تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب"، بحسب بيانات رسمية.

 

ويُثار السؤال حاليا حول تبعات هذه الخطوة على الاقتصاد القطري والأنشطة الاقتصادية في هذه الدولة الخليجية.

تحاول قطر، الدولة الصغيرة التي يصل عدد سكانها نحو 2.7 مليون نسمة والواقعة إلى شمال شرقي الخليج العربي، أن تتمتع بثقل كبير يفوق وزنها الحقيقي.

تشتهر قطر جزئيا بخطوطها الجوية الوطنية (الخطوط القطرية)، وشبكتها الإخبارية الدولية (الجزيرة). وفي مجال كرة القدم، فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم عام 2022 وكونها راعية سابقة، ربما لأشهر نادٍ في العالم، وهو برشلونة الإسباني.

ونجحت قطر، التي تتمتع بناطحات سحاب رائعة في العاصمة الدوحة، في جذب الشركات متعددة الجنسيات للعمل فيها.

لذا، فإن أحدث التطورات في علاقاتها مع جيرانها في دول الخليج ومصر واليمن تعني أن هناك أمورا كثيرة على المحك.

الرحلات الجوية

أعلنت شركتا الاتحاد للطيران الإماراتية وخطوط طيران الإمارات أنهما ستعلقان رحلاتهما الجوية من وإلى قطر، ابتداء من صباح الثلاثاء إلى حين إشعار آخر. وكلا الشركتان تسيران أربع رحلات جوية يوميا من وإلى الدوحة.

وألغت شركة خطوط "فلاي دبي" للطيران رخيص الثمن رحلاتها، ومن المتوقع أن تحذو شركات طيران أخرى حذوها، مثل "طيران الخليج" التابعة للبحرين ومصر للطيران.

جاءت هذه الخطوة بعد أن أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر وقف جميع الرحلات من وإلى قطر، وإغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران القطرية (الخطوط القطرية).

وتواجه الخطوط الوطنية القطرية مخاطر بأن تصبح الخاسر الأكبر، إذ أن رحلاتها إلى أماكن مثل دبي وأبوظبي والرياض والقاهرة، التي تُقدر بعشرات الرحلات يوميا، ستتوقف.

وقالت الخطوط القطرية بالفعل إنها ستلغي خدماتها إلى السعودية أيضا.

وقال غانم نسيبة، مدير شركة "كورنر ستون" للاستشارات: "إذا كانت هناك رحلة إلى أوروبا تستغرق في المعتاد ست ساعات، وأصبحت الآن تستغرق ثماني أو تسع ساعات لاضطرارها لتغيير مساراتها، فإن ذلك سيجعلها أقل جاذبية بكثير، وربما يبحث المسافرون عن أماكن أخرى."

قطر تشهد حركة إنشاءات مزدهرة استعدادا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022

الأغذية

تواجه الدول الصحراوية بطبيعتها مصاعب في زراعة الأغذية. ويمثل الأمن الغذائي قضية مهمة لقطر، بالنظر إلى أن الطريق البري الوحيد لدخول الأغذية إليها هو أحد الحدود البرية مع السعودية.

تعبر مئات الشاحنات الحدود يوميا، ويمثل الغذاء أحد السلع الرئيسية، ويُعتقد أن نحو 40 في المئة من الأغذية التي تدخل قطر تأتي عبر هذا الطريق.

أعلنت السعودية أنها ستغلق هذا الطريق الحدودي. وحينما تتوقف الشاحنات، فإن قطر ستعتمد على الشحن الجوي والبحري.

وقال نسيبة: "سيؤدي ذلك على الفور إلى حدوث تضخم، وهذا سيؤثر بشكل مباشر على المواطنين القطريين العاديين."

وأضاف: "وإذا زادت التداعيات الاقتصادية لهذا الأمر، فإننا سنشهد مزيدا من الضغط من جانب الشعب القطري على الأسرة الحاكمة من أجل إما تغيير القيادة أو تغيير النهج."

ويشير نسيبة أيضا إلى أن العديد من القطريين الأكثر فقرا يقومون برحلات يومية أو أسبوعية إلى السعودية لشراء المنتجات لمتاجرهم لأنها أرخص ثمنا، ولن يُصبح ذلك ممكنا بعد تفعيل قرار إغلاق هذه الحدود أمام حركة القطريين.

نقص المواد يشكل بالفعل تهديدا يلوح في الأفق بالنسبة لنشاط الإنشاءات في قطر

الإنشاءات

بناء ميناء جديد ومنطقة طبية ومشروع لمترو الأنفاق وثمانية ملاعب استعدادا لبطولة كأس العالم 2022، هو جزء فقط من مشاريع إنشاءية ضخمة تشهدها قطر حاليا.

وتمثل الجارة السعودية مصدرا لواردات المواد الأساسية لقطر، من بينها الأسمنت والصلب عن طريق الشحن البحري والبري أيضا.

وقد يؤدي إغلاق الحدود، كما هو الحال بالنسبة للأغذية، إلى زيادة الأسعار والتسبب في عمليات تأخير الواردات.

ويشكل نقص المواد بالفعل تهديدا يلوح في الأفق بالنسبة لصناعة الإنشاءات في قطر، وهذا قد يُفاقم الأمور.

حركة الأشخاص

يتضمن قرار قطع العلاقات حظر سفر مواطني السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر، أو العيش فيها، أو المرور عبرها، حسبما أفادت الحكومة السعودية، التي وضعت مهلة 14 يوما لمواطنيها لمغادرتها.

ومن جهة أخرى، فإنه سيكون أمام القطريين نفس الفترة لمغادرة السعودية والإمارات والبحرين.

لكن الأمر الأكثر أهمية سيكون إذا قررت مصر حظرا مماثلا. بحسب تقرير صدر مؤخرا، هناك نحو 180 ألف مصري يعيشون في قطر، والكثير منهم يعملون في قطاعات الهندسة والطب والقانون وكذلك الإنشاءات.

ومن شأن فقدان هذه الأيدي العاملة أن يُسبب مشكلة للشركات المحلية والدولية العاملة في هذه الدولة الخليجية الصغيرة.

التجارة والأعمال

لقد بدأنا نشهد بالفعل انهيارا لصفقات تجارية.

هناك العديد من الشركات الخليجية العاملة في قطر، من بينها تلك العاملة في قطاع التجزئة، وهذه المتاجر ستغلق أبوابها على الأرجح، على الأقل بشكل مؤقت، حسبما يرى نسيبة.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أعلن نادي الأهلي السعودي إلغاء اتفاقية الرعاية مع الخطوط الجوية القطرية.

Translate »

WildWeb

Яндекс.Метрика
Top.Mail.Ru