دول الخليج تتخذ هذا القرار بشأن مشاورات الكويت اليمنية وتبلغ به ولد الشيخ

شهد مشاورات السلام اليمنية في الكويت ما يمكن وصفه بمحاولات الساعات الأخيرة التي ذهب الجزء الأكبر منها في اتجاه الضغط السياسي على الوفد الحكومي لإثنائه عن الانسحاب من الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة بسبب مماطلة وفد المتمردين.
 
وقالت مصادر يمنية مطّلعة على أجواء المفاوضات إن اتصالات كثيرة تلقاها وفد الحكومة اليمنية، تراوحت بين الضغوط والتطمينات، تدعوه إلى منح المفاوضات فرصة أخرى وتأجيل الصدام العسكري الذي تلوح به جميع الأطراف، وخاصة من جانب الحكومة والتحالف العربي الداعم لها الذي يضع في أجندته المرور إلى استعادة صنعاء في حال فشلت المفاوضات.
 
وكشفت المصادر أن دول الخليج ذاتها تدعم إعطاء فرصة أخيرة للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ليضغط على الوفد المشترك بين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح حتى يخرجوا بموقف موحد، ويكفوا عن استثمار التناقضات بينهم لربح الوقت.
 
واستقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ممثلي الوفود اليمنية وحثهم على مواصلة المشاورات للتوصل إلى نتائج إيجابية. كما التقى أمير الكويت المبعوث الدولي ولد الشيخ أحمد.
 
وأكدت الولايات المتحدة الأميركية، من جانبها، أنها لن تسمح بالخروج على الثوابت والمرجعيات التي بنيت عليها مشاورات الكويت ممثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.
 
وجاء التأكيد الأميركي في اتصال هاتفي تلقاه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الليلة قبل الماضية من وكيل وزارة الخارجية الأميركية توماس شانون الذي أكد دعم بلاده للشرعية في اليمن.
 
وكان رئيس الوفد الحكومي ووزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي قد أعلن مساء الثلاثاء عن تجميد مشاركة وفد الشرعية في المشاورات نظرا لما وصفه بعدم جدية الطرف الآخر في التوصل إلى أي اتفاق ينهي الأزمة وفقا للمرجعيات والمعايير التي أقرها المجتمع الدولي وتم التوافق عليها في جولات سابقة.
 
وقال الصحافي اليمني فياض النعمان المرافق للوفد إن تعليق وفد الحكومة مشاركته للمرة الثانية في مشاورات الكويت جاء بسبب تعنت وفد المتمردين الذي انقلب مجددا على ما تم إقراره من المرجعيات الأساسية للمشاورات وعلى رأسها القرار 2216.
 
وأضاف النعمان في تصريح لـ”العرب” أن وفد الحكومة ربط عودته إلى المشاورات بموافقة وفد الحوثي وصالح كتابيا على تثبيت الاتفاقيات السابقة التي حددت مرجعيات الحوار.
 
واعتبر المحلل السياسي اليمني عزت مصطفى أن فرص نجاح مشاورات الكويت باتت ضئيلة من دون الضغط الكافي على المتمردين من قبل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ مضيفا أن المشاورات باتت مهددة بالانهيار في أي وقت نتيجة إصرار الحوثيين على اللعب على عامل الوقت بانتظار “معجزة” تغير موازين القوى.
 
وذهب المحلل السياسي عبدالله إسماعيل إلى أن وفد المتمردين جاء إلى الكويت للاستفادة من الهدنة لتحقيق مكاسب عسكرية من خلال الوقف الجزئي لطيران التحالف ما يسمح له بتحركات عسكرية أكثر مرونة يعيد فيها نشر وتحشيد قواته ورفد بعض الجبهات التي استحال عليه مع وجود الطيران وتحركات الجيش الوطني والمقاومة تنفيذها.
 
وأضاف إسماعيل أن “الضغوط قد تفلح في إعطاء وقت إضافي للمشاورات، لكنها لن تفلح في تحقيق أي تقدم أو حتى نجاح نسبي وما سيتم هو التأجيل فقط لتجنب إقرار الفشل”.
 
وفي مقابل الضغوط السياسية التي يتعرض لها وفد الحكومة في الكويت، يواجه الحوثيون حزمة من التحديات غير المسبوقة، حيث تشير التقارير إلى تزايد الحشود العسكرية التابعة للجيش الوطني والتحالف العربي على مشارف صنعاء في مؤشر على الاستعداد للحسم العسكري في حال فشل الخيار السياسي.
 
وقال محللون إن الاقتصاد اليمني الهش بات على مشارف الانهيار الكامل إثر تراجع قيمة العملة اليمنية إلى أدنى مستوياتها، وهو الأمر الذي تترتب عليه انعكاسات هائلة على متطلبات المعيشة الأساسية للمواطن.
 
وأكدت مصادر يمنية مسؤولة نقلا عن محافظ البنك المركزي اليمني محمد عوض بن همام قوله إن المتمردين استنزفوا الاحتياطي النقدي الذي يبلغ أكثر من أربعة مليارات دولار ولم يتبق سوى الوديعة السعودية البالغة مليار دولار.
 
وبرزت الخلافات بشكل متصاعد بين حزب الرئيس السابق والحوثيين في ظل اتهامات غير مباشرة من رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي لحزب صالح بالوقوف خلف الانهيار الحاد في العملة اليمنية، إضافة إلى التباين الكبير الذي ظهر في مشاورات الكويت بين فريقي الحوثي وصالح.
 
وأشارت مصادر مطلعة في صنعاء إلى أن الحوثيين يواصلون بوتيرة عالية تجريف مؤسسات الدولة من خلال تعيين موالين لهم في كل المناصب العليا والمتوسطة وإزاحة المحسوبين على التيارات الأخرى بما في ذلك أنصار الرئيس السابق.
 
وكشفت عن استياء صالح من تعيين نائب عام جديد من قبل الحوثيين يعرف عنه عداؤه للرئيس السابق ومطالباته بمحاكمته في الكثير من المناسبات في ما يعد تهديدا غير مباشر من قبل الحوثيين لصالح الذي نجح في إفشال خطة حلفائه لاستثمار نقاط قوته عسكريا وسياسيا ثم التخلي عنه لاحقا.
 
*العرب

Translate »

WildWeb

Яндекс.Метрика
Top.Mail.Ru