في ضوء ما قالاه.. هل ستنتهي الحرب في اليمن؟

هنا نستعرض ما قاله رجلان يديران الحرب على ضفتين متقابلتين، زعيم المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران ، والأمير السعودي الشاب محمد بن سلمان ، ومن أقوالهما يمكن استشراف ما يجري وما سيجري ورغم أن المقارنة بينهما لا تجوز فأمير شاب يملك رؤية للحياة وانفتاح وقبول عالمي ، وزعيم لجماعة دينية متشددة منتحرة لا تفتتح وتنفتح إلا على المقابر ، وأقوالهما مأخوذة من لقاء نشر الخميس مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية لزعيم الحوثيين ، ولقاء نشر الجمعة للأمير بن سلمان مع واشنطن بوست الأميركية مدعم بتصريحات سابقة له حول اليمن.

 

 

محمد بن سلمان.. ولي العهد السعودي وقائد الجيش

أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان  ،أن زيارته إلى الولايات المتحدة تهدف إلى جذب المستثمرين إلى السعودية. وأوضح أن مهمته الأساسية في أميركا هي كسب ثقة المستثمرين الأميركيين في بلاده، إلى جانب الحصول على المساعدة التكنولوجية والتعليمية لدعم جهود الإصلاح في بلاده.

واعتبر الأمير محمد بن سلمان في لقاء مع محرري صحيفة الواشنطن بوست- الجمعة ، قبيل مغادرته العاصمة الأميركية ، حيث أمضى 4 أيام — أنه "إذا قمنا بحل مشاكل الشرق الأوسط ستصبح المنطقة (أوروبا جديدة) ".

إلى ذلك، تطرق إلى مسألة اليورانيوم في السعودية، قائلاً: "السعودية تمتلك 5 في المائة من احتياطات اليورانيوم في العالم، وعدم استخدام اليورانيوم الخاص بنا يشبه الاستغناء عن النفط ".

وفي ما يتعلق باليمن، شدد على أن المملكة لم تألُ جهداً لتحسين الوضع الإنساني.

وفي  26 أكتوبر من العام الماضي قال الأمير  إن حرب اليمن ستستمر لمنع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) من التحول إلى "حزب الله" آخر على حدود المملكة.

وأضاف في مقابلة مع "رويترز": "سنستمر إلى أن نتأكد أنه لن يتكرر هناك حزب الله ؛ لأن اليمن أشد خطورة من لبنان".

وقال ولي العهد السعودي إن موقع اليمن مهم إذ أنه "مطل على باب المندب ، ومن ثم إذا حدث شيء هناك فسيعني توقف عشرة في المائة من التجارة العالمية". وأضاف : "هذه هي الأزمة.. ".

وقال بن سلمان: "حرب اليمن ستستمر لمنع تحول الحوثيين "أنصار الله" إلى (حزب الله) آخر على حدودنا"، في إشارة إلى العمليات العسكرية، التي يقوم بها "التحالف" لمساندة الرئيس عبد ربه منصور هادي في حربه، لاستعادة السيطرة على صنعاء والمناطق الأخرى في شمال البلاد.

وفي  2 مايو 2017م أكد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن حرب اليمن لم تكن خياراً للسعودية، لافتاً إلى أنه لو لم تتدخل قوات التحالف لكان السيناريو الآخر أسوأ بكثير.

وقال الأمير محمد بن سلمان: " إن الميليشيات شكلت خطراً على الملاحة الدولية وعلى كل جيران اليمن، كما بدأ النشاط الإرهابي في اليمن". وأضاف: "لو انتظرنا قليلا لأصبح الخطر داخل الأراضي السعودية".

وتابع: "نستطيع أن نجتث الحوثي وصالح خلال أيام قليلة، ولكن لا نريد وقوع ضحايا مدنيين"، مبيناً أن النَفَسَ الطويل في العمليات العسكرية يقلل من خسائر التحالف في اليمن.

وأشار إلى أن القوات السعودية حققت إنجازاً كبيراً، فعند بداية العمليات كانت سيطرة  قوات الشرعية تكاد تكون 0% بينما اليوم فهي بين 80 و85%.

وألمح الأمير محمد بن سلمان إلى أن التحالف الدولي الذي يضم أكثر من 60 دولة يحارب  داعش منذ 2014 ، لكنه لم يحقق شيئا يذكر حتى الآن، بينما 10 دول في التحالف بقيادة السعودية حققت إنجازا كبيراً في فترة زمنية قصيرة فقط، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير للسعودية.

وفي 5 أبريل 2016م قال الأمير لـ"بلومبيرغ الأمريكية" : " هناك عملية تفاوضية كبيرة، ولدينا اتصالات جيدة مع الحوثيين مع وفد موجود حالياً في الرياض. نحن نعتقد بأننا قريبون أكثر من أي وقت مضى من الحل السياسي في اليمن ؛ لذا فنحن ندفع باتجاه هذه الفرصة على الأرض، لكن لو حدثت انتكاسة فنحن مستعدون لذلك".

 

 

زعيم المتمردين الموالين لإيران "عبدالملك الحوثي"

وهنا نضع لكم لقاءً أجرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية الموالية لحزب الله وإيران مع زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي دون تدخل فيه أو تعديل لتكونوا على بينّة:

  • بعد مرور 3 سنوات على الحرب ، كيف تصفون وضع السعودية، من جهة، ووضع «أنصار الله» واليمن عموماً من جهة أخرى؟ ألم تصبح الحركة معزولة يمنياً، كما صرح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان قبل أيام؟
  • بمرور ثلاثة أعوام منذ بداية العدوان الأميركي السعودي على دولة عربية مسلمة مستقلة اسمها اليمن، فإن الحديث ذو شجون وله جوانب كثيرة، في مقدّمتها مظلومية الشعب اليمني التي لا نظير لها في المرحلة الراهنة، والتي وصلت إلى درجة أن المؤسسات الدولية – الأميركية الهوى والولاء – ومنها الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، عُرِفَ عنها أنها صمّاء بكماء عمياء تجاه مظالم أمتنا.وهي باتت اليوم تعترف بعظم مظلومية الشعب اليمني، وبأنها تمثل اليوم أكبر كارثة ونكبة على وجه المعمورة.

أما الوضع السعودي، فهو بحماقته بهذا العدوان ورّط نفسه في متاهة أودت به نحو السقوط الأخلاقي والإنساني أولاً، ونحو الأزمات والمشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية التي تتفاقم يوماً إثر يوم ثانياً، ومآلاتها بلا شك وخيمة عليه. وكما فشل في سوريا والعراق، كذلك النتيجة في اليمن والبحرين بإذن الله، فإرادة الله هي لمصلحة عباده المظلومين، والعاقبة للمتقين. أما السعودي، فهو في مرحلة الاستنزاف غير المسبوق من قِبَل من يعمل لأجلهم، وفي سبيل التقرب إليهم بكل شيء، وهو بنظرهم ليس أكثر من بقرة حلوب كما عبّر ترامب، يحلبونها حتى يجفّ ضرعها ثم يذبحونها، وهل هناك أسوأ من وضعٍ كهذا ومن مصير رُسمت معالمه ونهايته على هذا النحو؟! أما أنصار الله، فليست مشكلة العدوان تخصهم، بل هي مع الشعب اليمني بكله، وهم ليسوا منظمة منعزلة، بل هم تيار شعبي كبير مترابط مع بقية أبناء الشعب ضمن توجه واحد وموقف واحد، ومتى كان الشعب اليمني معزولاً يمنياً كما قال ابن سلمان؟! هذه مقولة فارغة.

 

 

 

  • معظم المؤشرات تفيد بتحضيرات يقوم بها التحالف لإطلاق عمليات عسكرية جديدة على الساحل الغربي، هل لديكم التقديرات نفسها؟ وما هي استعداداتكم لمواجهة احتمالات من هذا النوع؟
  • المعركة في الساحل أتت برغبة أميركية، فمعروف عن الأميركيين تركيزهم الكبير على البحار والمناطق الساحلية، ومن المعلوم تركيزهم في المنطقة على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وهم يدركون الأهمية الجغرافية والاستراتيجية لها، وقد رأوا في العدوان الحالي على بلدنا فرصة ذهبية للسعي إلى السيطرة عليها بقناع سعودي وإماراتي، وقفّازات يمنية من خونة البلد ومرتزقتها. وفي الأيام الماضية، صدرت تصريحات عن عسكريين أميركيين تكشف طبيعة الدور الأميركي في معركة الساحل. ويهمّني أيضاً أن أوضح أيضاً التركيز الإسرائيلي على باب المندب والبحر الأحمر، وهذا معروف لدى الكثير من الباحثين والمراقبين للشأن الإسرائيلي، ونحن رصدنا أنشطة ومشاركة للإسرائيليين، منها في القصف الجوي في الساحل، ولهم أيضاً دور أساسي مع الضباط الإماراتيين في التخطيط وغيره من الأنشطة التي يشاركون فيها ضمن دورهم ومساهماتهم في هذا العدوان.

 

 

  • بالنسبة إلى الجبهة الحدودية مع السعودية، هل يمكن الحديث عن سيطرة دائمة وثابتة على مساحات من نجران وجيزان وعسير؟ وكيف تخططون لاستثمار إنجازاتكم على تلك الجبهة؟
  • هناك سيطرة مستمرة في الجبهات الحدودية للضغط على السعودية لوقف العدوان، وهناك أيضاً عمليات عسكرية للرد على جرائمه بحق شعبنا، وقد أسهمت العمليات العسكرية في جبهات جازان وعسير ونجران وظهران الجنوب في التصدي للعدوان بشكل كبير وفعّال، ووصلت إلى درجة انهيار تام للجيش السعودي في بعض المحاور، وتكبيده خسائر هائلة في قواته البشرية التي خسر منها الكثير من قادته وضباطه وأفراده قتلى وجرحى وأسرى، ووصل إلى درجة العجز عن المواجهة في أغلب محاور الحدود، وقد وثّق الإعلام الحربي مشاهد ممتازة لبطولات الجيش واللجان الشعبية في اقتحام المواقع العسكرية للجيش السعودي، ومطاردة ضباطه وجنوده، وتدمير معداته العسكرية. ونشير هنا إلى أن كثيراً من منتسبي الجيش السعودي غير مقتنعين بالعدوان على بلدنا، وهذا واحد من أهم أسباب عدم تحمّسهم الكبير للقتال، وأما الأغبياء منهم المتحمّسون للعدوان فكانوا فاشلين في الصمود في المواجهة برغم أحقادهم وتكبّرهم، وقد سخر حتى مسؤولون أميركيون من ضعف القوة البرية السعودية. وتقييمنا نحن للوضع وحقيقة الأسباب هو هذا التصنيف الذي شرحناه. وأخيراً، عمد النظام السعودي إلى جلب مرتزقة من عدة بلدان، بينهم مرتزقة يمنيون وسودانيون وباكستانيون ومن دول متعددة، للتمترس بهم في الجبهات الحدودية بعد وصوله إلى الفشل الحقيقي والعجز التام في الاعتماد على جيشه في المعركة هناك، وهذا يدل على الفاعلية الكبيرة والنجاح المؤكّد لعملياتنا هناك، والله خير الناصرين.
  • على مستوى قدراتكم الصاروخية، هل نتوقع مفاجآت جديدة إذا طالت الحرب أكثر؟ وما هو المعيار الذي تُوقِّتون على أساسه ضرباتكم الباليستية؟
  • تطوير القدرات الصاروخية مستمر، باعتبارها قوة استراتيجية، ويداً طولى تطاول الأهداف البعيدة في عمق مناطق العدو، ولها الصدى والتأثير الكبير، وقد وصلت إلى الرياض وإلى منطقة أبو ظبي، والأهم في ذلك أنها نجحت في اختراق منظومة الحماية الأميركية التي كانت محطّ ثقة لديهم، ووصول «بركان 2» إلى قصر اليمامة في الرياض، وينبع بمسافة أبعد، وهو ما اعترف به الأميركيون أنفسهم. وأخيراً، أقاموا ــ غير مشكورين ــ معرضاً لصاروخ «بركان 2» في الولايات المتحدة، ومن الجيد لنا هذا القلق والتأثير ــ عندهم وعند أدواتهم في المنطقة ــ من قدراتنا الدفاعية التي نأمل بعون الله أن تصل يوماً ما في فاعليتها ودقتها وزخمها إلى مستوى الردع. فمن المهم لنا العمل بكل ما نستطيع للدفاع عن بلدنا وحماية شعبنا من قتلة الأطفال والنساء، ومن المهم بالنسبة إلينا امتلاك القدرة اللازمة لمواجهة كل معتدٍ وطامع بأرضنا ومتكبر على شعبنا، وهذا حق طبيعي لنا، ولا سيما أنه اتضح أن هناك من يسعى وسعى فعلاً إلى تدمير بلدنا واحتلال أرضنا.

 أما توقيت الضربات فتتنوع أسباب التوقيت بين سياسية وعسكرية، وكذلك للانتقام للمدنيين إثر جرائم العدوان الكبيرة، والهدف واحد وهو السعي للضغط على المعتدين لوقف عدوانهم على بلدنا.

 

 

  • هل أنتم متفائلون بإعادة تنشيط المسار السياسي؟ وهل ثمة مبادرة جدية معروضة عليكم اليوم؟
  • لا توجد لدينا مؤشرات حالياً على توجه جادّ من جانب الخارج نحو الحل السياسي، مع وجود احتمال لقيام بعض التحركات كعملية تجميلية للوجه القبيح للأمم المتحدة، التي ظهر دورها على أنه منحصر في تأمين غطاء للعدوان، ومحاولة شرعنته وتبريره.

 فأحياناً تنطلق بعض التحركات والمساعي الخجولة والضعيفة والتصريحات (الإعلامية) للتغطية على التواطؤ السلبي والانحياز المفضوح إلى العدوان. والحقيقة أن أميركا وبريطانيا هما طرفان مستفيدان في العدوان، ويجنيان من خلاله مئات المليارات من الدولارات، إضافةً إلى مكاسب سياسية وجيوسياسية وغير ذلك، ولا رغبة لهما في وقف العدوان بعدما أصبح مصدراً مغرياً جداً للحصول على تلك المصالح.

 

 

  • ما سقف التنازلات الذي يمكنكم القبول بها، خصوصاً في ما يتصل بالسلاح؟ بمعنى آخر: هل أنتم مستعدون لتسليم أسلحكتم، الثقيلة على الأقل، إلى طرفٍ ثالث يمكن أن يُتّفق عليه عبر المفاوضات؟
  • من العجيب أن يُطلَب من الجيش والشعب اليمني المعتدى عليه، والمحتلّة أجزاء واسعة من أراضيه، تسليم أسلحته، هذا مطلب غير منطقي بتاتاً. لقد عرضنا في ما يخص الوضع الداخلي للبلد رؤية منصفة، تقضي بأن تُسلِّم كل الأطراف المحلية سلاحها إلى الدولة، على أن تكون الدولة فعلاً بمؤسسات تمثّل أبناء الشعب اليمني كافة، في ظل سلام واستقرار وتسوية سياسية عادلة ومنصفة.

 

 

  • كيف تقرؤون أداء الإدارة الأميركية الجديدة في الملف اليمني؟ وهل صحيح أن الرئيس باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، كانا يملكان رؤية مغايرة لرؤية دونالد ترامب، وهي رؤية أقل انخراطاً في هذا الصراع؟
  • الفارق برأينا أن إدارة ترامب أكثر وضوحاً وأكثر استغلالاً من إدارة أوباما، التي كانت تحرص على أن تغطّي إلى حدٍّ ما على طبيعة الدور الأميركي بغطاء من الدبلوماسية، فأتى ترامب ليكون أكثر صراحةً ووضوحاً، وباعتبار طبيعة الأجندة الأميركية ومراحلها يكون سلوك الإدارة لديهم بما يتناسب مع ذلك. تَميَّز ترامب في نجاحه في عملية حلب البقرة الحلوب أكثر من إدارة أوباما، وإلا فإدارة أميركا للعدوان كانت منذ بدايته، ولم تكن السلطة السعودية ولا الإماراتية لتدخل في حرب وعدوان بهذا المستوى دون رغبة أميركية وإشراف أميركي وحماية أميركية سياسية وعسكرية، على أن يكون مُحقِّقاً لمصالح أميركية.

 

 

 

  • على خلاف الملف السوري، لا تُظهِر موسكو خصومة للمشروع الأميركي في اليمن، كذلك إن علاقة «أنصار الله» بروسيا تبدو ملتبسة.. أين يقف الروس برأيكم من هذه الحرب؟ وهل ثمة تواصل معهم؟ وهل أُبلغتم بعودة السفارة إلى صنعاء؟
  • للروسي حساباته واهتماماته وسياساته، ولسنا مراهنين عليه ولا معوّلين عليه. ولعلّه يدرك في يوم من الأيام أن تجاهله للعدوان على اليمن، ومساندتَه لقوى العدوان، وتسليمَه أموال الشعب اليمني إلى المرتزقة، لم يكن موقفاً لصالحه. ولعلّ نيران الأميركي توقظ الدب الروسي من سباته الشتوي الذي امتد إلى الصيف، وكنا نتمنى من الروسي في الحد الأدنى التزام الحياد.
  • تحدثتم سابقاً عن استعدادكم لإرسال مقاتلين من أجل فلسطين.. هل فعلاً ستلبون دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى إرسال مقاتلين إن احتاجت الحرب مع إسرائيل؟ أم أن ذلك من باب التأييد العاطفي فقط؟ وكيف يمكن أن يحدث شيء مماثل؟
  • موقفنا في إعلان استعدادنا لإرسال مقاتلين في أي حرب إسرائيلية ضد لبنان أو فلسطين هو موقف مسؤول وجادّ وصادق ونابع من مبادئنا، وهو أيضاً الموقف الطبيعي جداً، والمفترض من كل شعوب أمتنا لو بقي الوضع فيها طبيعياً وسليماً. فنحن بحسب الانتماء الإسلامي، ثم بحسب كل الاعتبارات والروابط أمّة واحدة، والعدو الإسرائيلي يشكل خطورة فعلية على كل الأمة، وهو عدو حقيقي لكل البلدان العربية والإسلامية، ولو كان بلدنا في موقعه الجغرافي على حدود مباشرة مع لبنان أو فلسطين، لكنّا قد شاركنا في القتال مع المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية من دون تردد، فشعبنا اليمني متفاعل جداً مع قضايا أمّته، وعلى وعي عالٍ بالخطر الإسرائيلي على الأمّة كلها، وإن شاء الله ستساعده الظروف للقيام بدور كبير في دعم ومساندة الإخوة من أبناء الأمة.

وفيما إذا تورّطت إسرائيل بحرب جديدة، فلن نتردد في إرسال المقاتلين، وهناك أعداد كبيرة من رجال قبائل اليمن يطمحون للقتال ضد إسرائيل، ويتمنّون اليوم الذي يشاركون فيه جنباً إلى جنب مع إخوتهم من أحرار الأمّة الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي، وقد سبق إبلاغ سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله – حفظه الله – بذلك. ونودّ الإشارة إلى أن موقفنا المبدئي في العداء لإسرائيل ومناهضة الهيمنة الأميركية أبرز أسباب العدوان علينا، ولذلك يطلقون على موقفنا التوصيفات التي يردّدونها ضد كل الأحرار المعادين لإسرائيل والمناهضين للهيمنة الأميركية، فيقولون عنهم إنهم إيرانيون.

 

 

  • ما طبيعة العلاقة التي تربطكم بإيران وحزب الله؟ هل هي مجرد توافق في الرؤى الاستراتيجية؟ أم تحالف سياسي؟ أم تعاون عملياتي؟ أم ماذا؟
  • نحن نعتبر الموقف المسؤول والصحيح والطبيعي بحسب انتمائنا الإسلامي وبحسب المصلحة العليا لأمّتنا وبحسب التحدّيات والمخاطر والتهديدات الحقيقية على أمّتنا وبلداننا، هو في وحدة الجميع وتعاونهم. ونرى في الوحدة الإسلامية والأخوّة الإسلامية فريضةً إسلامية، وأن الحالة السليمة هي في تآخي كل شعوب أمّتنا وتعاونهم، والمصلحة الحقيقية هي في ذلك. الموقف الشاذّ لأي جهة أو فئة – سواء أكان نظاماً أم سلطةً أم جماعةً – هو الذي يرى في أميركا وإسرائيل صديقاً، ويرى في أبناء أمّته عدوّاً، وبالتالي علاقتنا بالجمهورية الإسلامية وحزب الله هي في السياق الذي ذكرناه.

 

  • بعد قرابة 3 أشهر على مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، هل يمكن القول أنكم تجاوزتم تداعيات الأزمة التي ولّدها خلافكم معه؟ وكيف تصفون اليوم علاقتكم بحزب «المؤتمر الشعبي العام»، وكذلك بالقبائل التي أحدث مقتل صالح انقسامات داخلها؟
  • نجحت الدولة في تطبيع الأوضاع إلى حدٍّ كبير، وهناك أنشطة جيّدة للتصالح الاجتماعي وعلاقتنا بـ(حزب المؤتمر) طبيعية، فموقفهم كان مشرِّفاً، والشاذّون منهم فقد افتضحوا أكثر بعد ذهابهم بشكلٍ واضح إلى جبهة العدوان وارتمائهم في أحضانه. وبالنسبة إلى القبائل، فلم يحدث أيّ انقسامات في داخلها، وهي وقفت إلى جانب الدولة بكلّ قوّة لحسم المعركة سريعاً بعد خيانة الثاني من ديسمبر، والأعداء فشلوا فشلاً واضحاً وذريعاً في ضرب الجبهة الداخلية وإسقاطها.

 

 

  • طفت على السطح، أخيراً، الخلافات بين حزب «الإصلاح» و«التحالف».. هل ترون أن «الإصلاح» يتجه إلى تغيير تموضعه السياسي؟ وهل من اتصالات بينكم وبينه؟ وكذلك بينكم وبين الحليف العربي الرئيس لهذا الحزب، أي قطر؟
  • ما يحدث اليوم من استهداف لحزب الإصلاح وصل إلى حالة طرد بكلّ ما تعنيه الكلمة من أغلب المحافظات الجنوبية، إضافةً إلى ذلك إنشاء كيانات بديلة يجري العمل من الإمارات على بنائها وتقويتها في تعز والمناطق الشرقية. كل ذلك يشهد على صحّة تحذيراتنا على أن الهدف الحقيقي لقوى العدوان ليس سوى الاستغلال لأيّ طرف يختار الوقوف مع الغزاة الأجانب ضد بلده.

ومشكلة البعض في حزب الإصلاح هي عُقدتهم التكفيرية ضدّ الشعب اليمني، ولا سيما من ليس على مذهبهم. فأمّا سياسياً، فلم يكونوا بحاجة إلى الارتماء في أحضان قوى العدوان، فالشراكة متاحة في البلد كما هو حاصل حالياً مع القوى المناهضة للعدوان، وكان الأفضل لهم أن يكونوا أحراراً شركاء مع بقيّة المكوّنات في البلد بدلاً من أن يكونوا خانعين مُستَغَلّين للأجانب في ما لا يوصلهم إلى نتيجة. وأنا أتعجّب من خذلان الله لهم وسلبهم التوفيق، وحالة الاستغلال لهم في الميدان عجيبة جداً تصل أحياناً لدرجة أن يقتل الطيران أعداداً كبيرة منهم إذا تردّدوا في الزحف، والقصف لمواقعهم في مناطق متعدّدة، ومع ذلك فلم يخسر بقيّة العملاء بقدر خسارتهم في الوقت الذي لا مستقبل لهم في ظلّ العدوان يقدّمون معه وله أكبر التضحيات. اللهم وفّقنا ولا تسلبنا الرشد، ونصيحتي لهم أو قل للسليمين منهم من عقدة التكفير أن يراجعوا حساباتهم، فلن يعوّضهم عن بلدهم وشعبهم أي شيء آخر، ومصلحتهم الحقيقية هي في العودة إلى حضن الوطن لينعموا بالحريّة وليكونوا شركاء في الدفاع عن وطنهم وبنائه. هذا هو المستقبل الحقيقي، وإذا أصرّوا على الاستمرار في تقديم القرابين غير المقبولة إلى قوى العدوان، فذلك عين الخذلان.

 

  • تتزايد الأصوات الجنوبية الرافضة لوجود السعودية والإمارات.. هل تعدّون ذلك مؤشراً على تمرد شعبي على «التحالف»؟ وهل من تواصل بينكم وبين تلك القوى والشخصيات؟ وما الذي تستطيعون تقديمه لهم؟
  • نحن على ثقة بأن القناعة التي سيصل إليها أبناء المحافظات الجنوبية هي حتمية التحرّر ومقاومة الاحتلال بعد افتضاحه من خلال ممارساته الإجرامية. وللأسف، البعض كانوا مخدوعين وصدّقوا نتيجةً لحملةٍ كبيرة وهائلة من التضليل الإعلامي والثقافي أن قوى العدوان أتت لفعل خير وتقديم خدمات. واليوم رأى الجميع هناك بأمّ أعينهم المطارات والموانئ ومنشآت النفط والقواعد العسكرية والسيطرة الفعلية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً من قبل الإمارات مع ممارسات إجرامية، والنموذج القائم هناك هو احتلال بكلّ ما تعنيه الكلمة، وهناك الكثير من الأحرار والشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية ، وسنسعى إن شاء الله إلى مساندتهم والتعاون معهم للتصدّي للاحتلال وتحرير البلاد كما تحرّرت من الاحتلال البريطاني، لكن إن شاء الله بأسرع بكثير بكثير.

 

 

  • ما موقفكم من التشكيلات الجديدة التي برزت في الجنوب عقب الحرب، وفي مقدمها «المجلس الانتقالي الجنوبي»؟ هل أنتم مستعدون لقبوله شريكاً سياسياً؟
  • أنشأت الإمارات هناك تشكيلات متعدّدة ومتباينة ودعمتها لتستفيد من تناقضاتها ولتعمل على إثارة التنافس بينها في من يقدّم خدمة أكبر لدعم سيطرة الاحتلال. وأمّا في ما يتعلّق بقبولنا بالشراكة مع الأطراف اليمنية الأخرى، فلا مانع لدينا بتاتاً، بل نحن ندعو إلى ذلك ، والمشكلة لدى البعض أنهم حالمون وواهمون في تحقيق خياراتهم السياسية من خلال الأجانب، بينما هدف الأجانب هو الاستغلال والاستثمار حتى في مشاكل البلد والاستفادة من الخلافات والتباينات لتوظيفها في الصراع. وأمّا البعض الآخر فليس لهم أصلاً أي قضية أو مشروع سياسي، وهم مجرّد تشكيلات من المرتزقة الذين كل هدفهم هو الحصول على أموال بأي ثمن حتى لو كان الخيانة لوطنهم.

 

  • كيف تقرؤون مستقبل الجنوب بعد أن تضع هذه الحرب أوزارها؟ وما هو الشكل الذي يمكن أن تقبلوا به في هذا الإطار؟ دولة فدرالية من إقليمين أم انفصال أم ماذا؟
  • الوضع في المحافظات الجنوبية يحتاج إلى تفاهم ومعالجة وحلول في ظل تعاون وحرص من الجميع، فنحن إلى اليوم نرى انقساماً كبيراً بين القوى السياسية في المحافظات الجنوبية وخيارات متباينة وكيانات مختلفة. وبرأينا أن الأمر يتطلّب جوّاً ملائماً وبعيداً عن التدخّلات الخارجية للوصول إلى حلول عادلة ومنصفة ومرضية لأبناء المحافظات الجنوبية.

 

 

  • هل كان دخولكم الجنوب، وعدن تحديداً، خطأً حرّضكم عليه الرئيس السابق كما يعتقد البعض؟
  • كان ضرورة بعد أن طلبنا من الإخوة في المحافظات الجنوبية منع عبد ربه (منصور هادي) والقاعدة وداعش من استخدام المحافظات الجنوبية في الاعتداء على المعسكرات والأمن والتحرّك العسكري منها إلى بقية المحافظات. فقد سبق عبد ربه والقاعدة وداعش بالتحرّك في المحافظات الجنوبية وقاموا باحتلال المعسكرات وكذلك مقرّات الأمن وذبحوا الجنود بالسكاكين، وبدؤوا التحرك عسكرياً صوب تعز وكانت كل ترتيباتهم بإشراف سعودي للتقدّم عسكرياً نحو بقيّة المحافظات. فطلبنا حتى في خطابات متلفزة منعهم من ذلك ومنعهم من استخدام المحافظات الجنوبية في تنفيذ اعتداءات إجرامية كتلك التي استهدفت جامع بدر وجامع الحشحوش والتي استهدفت الجماهير في المسيرات الشعبية، فلم يمنعوهم، ما اضطرّ الجيش إلى التحرّك لمنعهم. وعلى كلٍّ، فنحن على يقين أن الخطوة كانت ضرورية وكان لها هدف واضح، وكنّا نسعى إلى الاتفاق مع أبناء المحافظات الجنوبية للحفاظ على مناطقهم بأنفسهم في ظل الدولة، ولكن نظراً لمشاكل الماضي تمكّنت قوى العدوان من استغلال بعضهم وخداع الكثير منهم، فقرّرنا الانسحاب مع حصول التباس كبير وتأثيرات مشاكل الماضي، وقد أفادت خطوة التقدّم لطرد عبد ربه وداعش والقاعدة إلى فضح قوى العدوان التي كانت ترغب بدايةً في أن يكون طابع العدوان على بلدنا بصورة حرب أهلية ففشلت في ذلك، واضطرّت إلى الدخول رسميّاً في عدوان خارجي واضح ومفضوح وهذه مسألة مهمّة جدّاً بالنسبة إلينا.

 

  • أين تسكن؟ هل أنت في «كهوف صعدة» كما يقولون؟ وهل تقوم بزيارات لصنعاء؟ وكيف تقضي يومياتك في ظل الحرب والتخفي الدائم؟
  • أسكن في أرض اليمن بطريقة عادية كأيّ يمنيّ ولا أحتاج إلى كهوف، ووضع حياتي طبيعي واعتيادي لم يختلف عمّا قبل العدوان إلا في طريقة المقابلات الجماعية التي نراعي فيها الإجراءات المتناسبة مع ظروف الحرب والحمد لله رب العالمين.

 

 

  • انطلاقا من المعطيات ..هل ستنهي الحرب؟
  • التصريحات للزعماء العرب والعالميين ومندوبي الأمم المتحدة عن خطط سلام مبشرة في اليمن ونهاية وشيكة للحرب ليس إلا للاستهلاك الإعلامي والمدني .)

 

 

 

 إن التحركات الدبلوماسية لكل هؤلاء وخصوصا الوسطاء الدوليين والعرب ووضع خطط للسلام والالتقاء بالأطراف هي فقط لوضع العالم في صورة حقيقية عن عدم إرادة الحوثيين ومن خلفهم إيران لإنجاح أي سلام .

الحوثيون لا يمتلكون أي رؤية لحل حقيقي مرتكز على مرجعيات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية وأهمها قرار????الذي يقضي بتسليمهم السلاح كاملاً والانسحاب من المدن وأولها صنعاء وهو ما سيكشفه "جريفث" للعالم قريبا.

الحوثيون وإيران تحت أي ظروف ومها كانت الضغوط والخسائر لن يتخلوا عن ما كسبوه من سلاح ووجود في الدولة كنموذج أكثر إفادة لإيران من حزب الله بلبنان ، فإيران التي تملك قرار الجماعة المنتحرة في اليمن يهمها أن تستمر الحرب وتستمر السعودية تحارب واستمرار الإدانات الحقوقية من أجل المدنيين ، والحوثيون لن يرفضوا أي توجيه إيراني وهذا ما تعيه السعودية والولايات المتحدة وتخطط لإنهاء الأمر عسكريا مهما كانت التصريحات الاستهلاكية مخالفة لهذا الواقع .

حقيقة أنه ليس لمصلحة مستقبل اليمن أو العرب وتحديداً السعودية أو المنطقة ككل أو العالم أن تنتهي الحرب بسلام يعطي الحوثيين بما كسبوه بقعة في المستقبل ولا أعتقد أن هذا سيكون.

إيران والحوثيون يعلمون ذلك ويعلمون أن التصريحات والتحركات تعني استمرار الحرب لهذا يظهرون أنهم مستعدون للحرب وليس للسلام وآخر ذلك إعلان الحوثيين عن استهداف شركة أرامكو بصاروخ ، وكذلك إدخال صواريخ مضادة للطائرات الحرب لأول مرة ، واستهداف طائرة للتحالف اعترف التحالف نفسه بذلك.. لا أحد يستعد للسلام ويمهد له بالصواريخ.

إيران تعرف أن عودة صقور الجمهوريين في أمريكا وإبعاد الحمائم باستقالة تيلرسون وقدوم بمبويو واستقالة ماك مستر وقدوم جون بولتون هو إعداد لحكومة حرب عليها وعلى وكلائها لا تمهيداً للسلام .

لهذا لا توقع لنهاية الحرب بانتصار حوثي إيراني باسم السلام ، فالعقلاء في العالم وفِي العرب وفِي اليمن لن يسمحوا بتفخيخ المستقبل لهم ككل بحركة إرهابية في اليمن.

لن تنتهي الحرب بسلام إلا إذا رضخت إيران تحت ضغط معركة كبرى أو صفقة كبرى وهذا إن حدث سيكون مدهشا ومفاجأة كبرى ، أما أن تنتهي بسلام يخدمها ويخدم الحوثيين كما يريدون ويضر السعودية فهذا من المستحيلات .

Translate »

WildWeb

Яндекс.Метрика
Top.Mail.Ru