لم نتسلم أي دعم يمكن أن يُعتد به وهناك ضبابية من قبل الشرعية والتحالف تجاه الجنوب

أجرت صحيفة "الأمناء" يوم أمس الأول حوارا هاماً مع محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي تطرق إلى العديد من القضايا والمواضيع الهامة المتعلقة بنشاط وعمل قيادة المحافظة وتوجهاتها المستقبلية لمعالجات ما يمكن معالجته من قضايا هامة وشائكة في نفس الوقت في ظل أوضاع صعبة ومعقدة تشهدها المحافظة إضافة إلى العديد من القضايا والمواضيع الهامة التي تحدث عنها الدكتور الخبجي بشفافية ووضوح خلال الحوار التالي :

* في البداية أحيي تضحياتكم وجهودكم التي تبذلونها في هذه الظروف الصعبة والخطيرة…وعلى هذا دعني أبدأ من الموضع الذي يطغى على كل الاهتمامات سواء في لحج أو في غيرها  وهو موضوع الأمن فإلى أين تمضي المحافظة( لحج) أمنيا؟.

مرحبا بصحيفة الأمناء …فالهاجس الأمني هو التحدي الأبرز لا شك, فغيابه يعني بالضرورة شل فاعلية حركة المجتمع ككل وبغيابه تتوقف كل الأنشطة ومع هذا فنحن بمحافظة لحج كسائر محافظات الجنوب نخوض غمار هذا التحدي بكل اقتدار وبإمكانيات شحيحة للغاية, فكما تعرف أننا جميعٌ خارجون للتو من حرب مدمرة شنتها علينا قوى الاحتلال الحوثي الصالحي وباقي القوى الأخرى، وهذا يعني أن طاقاتنا معطلة ومنهكة و بنيتنا مدمرة تدمير شبه كامل والاستهداف الأمني يطال الجميع على شكل اغتيالات وتفجيرات مفخخة وتفجيرات مقرات أمنية واختطافات واستيلاء على مؤسسات عنوة وغيرها من التحديات , وفي وسط هذه التركة الثقيلة نتحرك ونعمل ليل نهار لنعيد الوضع إلى نصابه, وما بوابة الأمن إلا المدخل نحو المستقبل ولو بالإمكانات البسيطة المتاحة معنا.

* ولكن نسمع عن دعم كبير يقدم لكم من دول التحالف العربي؟

هذا ما يعتقد به الكثيرون من الناس, ولكن الحقيقة أننا لم نستلم ريالا واحدا, ولا قطعة أثاث ولا سيارة إسعاف أو عربة نظافة واحدة ولا قطعة سلاح أو طابعة ورق, أو  أي دعم يمكن أن يُعتد به ويمكن تسميته دعما بالمعنى الحرفي للدعم إلا إذا تم حساب الأشياء البخس  التي تصلنا على أنها دعم فهذا أمر آخر.

* والشرعية اليمنية أين دورها ودعمها  السخي الذي نسمع به بالإعلام الرسمي؟

دعم الشرعية موجود ولكن بالإعلام فقط

* طيب على ماذا أنتم عائشون.؟
ضاحكاً… نعيش على نصف ميزانية

* ميزانية من الحوثي؟.

نتعامل مع الحكومة والله أعلم كيف تتصرف وكما قلت لك قبل قليل هي نصف ميزانية فقط في ظروف مثل هذه التي نمر بها نعمل ليس بدون ميزانية مضاعفة كما هو معمول به ببقاع العالم في ظروف استثنائية بل على العكس ,نعمل بنصف ميزانية 50% لا غير، و لك أن تتخيل الأعباء والالتزامات التي تقع علينا أضعاف مضاعفة.

 

* هل لا تزال لكم معاملات مع صنعاء؟

هناك معاملات رسمية بين سلطة الحوثيين والسلطة الشرعية لا يستطيع أحد منهما الفكاك منها مثل التعاملات المالية والاتصالات والطيران وغيرها, ولكن نحن لا نتعاملكثيرا رأساًمع صنعاء بل مع حكومة بحاح ننتزع منها ما تيسر, فنحن وإن اضطررنا بالتعامل الاضطراري مع شرعية الرئيس هادي الموجودة بالرياض و في معاشيق إلا أننا سنظل نعتبر صنعاء عاصمة الاحتلال إلى أن يتحرر الجنوب كليا.

 

* كيف التعامل بينكم كسلطة محلية بلحج وبين قوات التحالف خصوصا أن المحافظة تقع ضمنها جغرافيا جبهات قتاليةلا تزال ساحة مناوشات ؟
ممتاز أنك طرقتهذا الموضوع الهام لألفت نظر إخواننا في التحالف إلى موضوع غاية في الأهمية, وهو أن تعاملهم مع أشخاص وجهات من خارج السلطة الرسمية بالمحافظة يحدث لنا ولهم إرباك شديد ويعمل على تقويض عملنا الأمني والإداري بالمحافظة فأرجوا أن يدرك التحالف أن طريقة تعامله مع لحج يجب أن تتغير بتغير الوضع فيها, فاليوم فيها سلطة رسمية هي المسئولة على كل الأمور فيها وأي تجاوز لها أو تخطي لمكانتها سيضر بالعملية برمتها, وعلى ذلك نأمل أن يعلم التحالف أن ثمة عناصر وقوى لها حساباتها الشخصية والحزبية الضيقة التي لا تمت للوطن بصلة,والمعلومات الأمنية العسكرية والاستخباراتية وحتى السياسية التي يأخذها التحالف من هذه الجهات معلومات غير دقيقةبل مغلوطة وتحمل في ثناياها بذور الخطر والتدمير للجميع وقد حدث بالفعل أكثر من مرة أخطاء جسيمة, تحملنا نحن اللوم والعتب أمام من وقع عليهم الضرر والأذى.

* أفهم من ذلك أن الدعم والتنسيق بينكم وبين التحالف غير متوافر وبالذات التنسيق الأمني, وأن ثمة تثاقل أو لنقل تخاذل من قبلهم بشأن دعمكم ودعم تثبيت الأمن بالمحافظة؟

قد لا يكون تثاقلا أو تخاذلا بالمعنى الحرفي بل قل حساب خاطئ من قبلهم أو عدم الدقة بالأولويات الأمنية الممكنة، فقد كانوا وربما لا يزالون يعتقدون أن تأمين عدن أولاً ومن ثم تأمين المحافظات المجاورة فيما بعد, وهذا الاعتقاد أثبت أنه خاطئ ,فلا يمكن تأمين عدن إلا بتأمين لحج وأبين, فهاتين المحافظتين هما المنفذين اللذين تتسرب منهما الجماعات الإرهابية المتطرفة والتخريبية إلى عدن وهما- لحج وأبين- ظهر عدن وخاصرتها التي لا بد من تأمينها أولاً ليتأمن بالتالي العمقلهما وللجنوب كله وهو العاصمة عدن, أو لتكن العملية الأمنية تكاملية بين جميع المحافظات.

  • كثرت شكاوي المقاومة من عدم ترتيب أوضاعها وعدم دمجها ومنحها حقوقها المالية، وأنتم بمحافظة كباقي المحافظات الجنوبية الأخرى على رأس قائمة المُلامين ؟

عبر صحيفة الأمناء أوضح للشباب أن موضوع دمج المقاومة الجنوبية ومنحها حقوقها المستحقة بعد دورها البطولي بالتحرير, وحقها بالتأهيل والتدريب وحقوقها المالية ليس بيد المحافظ ،لا نحن في لحج ولا في محافظة عدن  وربما أبين على (حسب علمي). مع أنه يجب أن تكون من اختصاصنا كجهات مسئولة أولى بالمحافظات ،ولكن الموضوع بيد قيادة المنطقة الرابعة بعدن ،ووزارة الداخلية والرئاسة, وثمة تلاعب بهذا الموضوع هذه حقيقة يعلم بها الكثير من الناس.

* لماذا إذاً هذه المماطلة والتسويف أو لنقل هذه الضبابية بالتعامل مع موضوع خطير كهذا؟

يجب أن نتذكر شيئاً مهما للغاية وهو أن ضبابية هذا التعامل مع المقاومة الجنوبية هو ناتج من ضبابية وغياب الحل السياسي الشامل للقضية الجنوبية،وأقصد هنا الضبابية التي نراها من قبل  الشرعية اليمنية والتحالف تجاه الجنوب,فقضية دمج المقاومة الجنوبية يدخل ضمن حسابات قوى حزبية وسياسية يمنية لا تريد أن يكون للجنوب بالمستقبل أي ثقل بالجيش والأمن ولو كان هذا الجيش والأمن هو جيش اليمن الموحد … تخيل أننا وبرغم الأعداد الكبيرة للمقاومة الجنوبية  وبرغم كل الجهود التي نبذلها لم نستطع تشكيل كتيبة واحدة أو  نجهز لواءً  واحداً بالمعنى الجهوزي للواء ,وهذا ليس عجزاً منا بقدر ما هو عرقلة متعمدة من جهات أخر ى( لا أريد اليوم تسميتها بالاسم) ربما مستقبلا,جهات لا ترى في الجنوب أكثر من أجير سخره بالعملية الحربية والسياسية بحربها ضد الحوثيين وصالح.

* إن كانت الصورة بهذه القتامة أين موقفكم أنتم كقيادة سياسية للقضية الجنوبية وكحراك جنوبي وثورة جنوبية ،ولماذا رضيتم أن تتماهون مع سلطة الاحتلال المخادعة؟

 هو صحيح سلطة احتلال, ولكن تعاملنا هو تعامل الضرورة ,فإن لم نسدّ هذا الفراغ بالساحة الجنوبية سيأتي غيرنا ليقوم بالمهمة لمصلحة مشروعه ،وسنعود بعد ذلك نرفع عقيرتنا,ونندب حظنا وسنظل أسيري نظرية المؤامرة ،وقد كان لنا تجربة  مريرة بهذا الشأن عام ٢٠١١م حين تركنا الساحة لغيرنا وتقوقعنا في ساحة العروض .. ولكي لا نكرر الغلط مرة أخرى كان لابد منا التعاطي مع شرعية صنعاء  على عِلاتها ومكرها خدمة للقضية الجنوبية العادلة وتوظيفا لثورتنا التحررية نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة بطريقة التدرج الثوري واستخدام الممكن ضمن شطارة السياسة و لعبة الأمم, فهذا التماهي كما وصفته أنت ما هو إلا تكتيك المضطر ,و يبقى معه الهدف التحرري الجنوبية المنشود كإستراتيجية لا بد من تحققها.

* إذاً أنت لا تزال مشدوداً إلى النزع النضالي السلمي الجنوبي؟

 الثورة الجنوبية لا تزال مستمرة طالما وهدفها لم يتحقق كليا بعد، وبالتالي فمن الخطأ أن يتخلى الحراك الجنوبي عن أسلحته بما فيها سلاحه السلمي من اعتصام ومسيرات ومليونيات . .. يعتقد البعض أن إقامة فعالية للحراك الجنوبي سيحرجنا كسلطة محلية أمام التحالف والرئيس هادي,وهذا اعتقاد خاطئ, فعلى العكس هذه الأسلحة  على تعددها  وحضاريتها هي تعزز من مواقعنا وتشد من أزرنا وتنتصر لقضيتنا الوطنية الجنوبية.

* قبل يومين أصدرتم قرارا إداريا قويا بإقالة تسعة  من مدراء عموم مديريات المحافظة.ماذا أردتم من وراء هذا القرار؟

أولاً هو ليس قرار إقالة لأحد, بل هو قرار تعيين يندرج ضمن إعادة ترتيب البيت اللحجي المبعثر.

* ما هي المعايير التي تستندون إلى مثل هكذا قرارات كون البعض لمّح  إلى أنها استهدفت جهات بعينها ؟

هي دون شك منطلقة من منطق المصلحة الوطنية , ولم تكن ذات طابع استهدافي أو انتقامي  أو كانت تمثل لون سياسي واحد على الإطلاق, فلسنا في مرحلة محاصصة أو تقاسم غنائم, نحن في خضم فعل ثوري ووطني  فلا يمكن ان نضع أنفسنا بهذا المربع المشين هذا المربع الانتقامي الذي طالما مقتناه وناضلنا ضده, وكنا أساساً ضحاياه طيلة أكثر من عقدين من الزمن وبالتالي لن نقبل على أنفسنا أن نكرره مع أي جهة أخرى مهما تباينت وجهات نظرنا فجنوب اليوم مِلكٌ لكل الجنوبيين دون استثناء فيكفي عناء وتنافر، فالمستقبل إن شاء الله مشرقا أمامنا وأمام أجيالنا.

* مديريات يافع لم تذكر بالقرار؟
ستكون هناك قرارات وإجراءات مشابهة تخص مديريات يافع وباقي المديريات بحسب ما تقتضيه المصلحة ,وستشمل هذه الإجراءات المواقع الأمنية بالمديريات وغيرها من المجالات الأخرى بالتوازي مع قرارات وإجراءات تخص إعادة ترتيب هيكلية المؤسسات والدوائر بالمحافظة ورفدها بدماء شابة تمتلك المرونة والحركة النشطة, أتحدث هنا فقط عن المديريات والدوائر والمرافق التي هي بحاجة ملحة لمثل هذه الإجراءات.

*  تعملون من خارج المحافظة, ألا ترى ان هذا يشكل صعوبة بالتواصل مع الجهات داخل المحافظة.

ليس فقط الهاجس الأمني هو الذي يعيقنا بالعودة إلى العاصمة الحوطة  -طبعا على خطورته-, ولكن البنية التحتية للمرافق والمؤسسات فهي شبه معدومة, وبحاجة الى إعادة بناء والى إعادتها من الجهات التي هي بحوزتها مثل المباني التي بحوزة اللاجئين والمباني التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة, وضرورة إعادة معها كل الخدمات من كهرباء ومياه واتصالات  وخدمات بريد وغيرها, وقد قطعنا شوطا لا بأس به بهذا الشأن وهنا أتحدث عن كل المديريات وليس حصرا على مدينة أو مديرية.

صحيفة الامناء

Translate »

WildWeb

Яндекс.Метрика
Top.Mail.Ru