محمد الصويغ

المتقاعدون هم أثمن الشرائح في أي مجتمع من المجتمعات البشرية، ومن ضمنها مجتمعنا السعودي الناهض، فهم من خدموا وطنهم بكل تفانٍ واخلاص ومثابرة طوال فترات أعمالهم، سواء من عمل منهم في القطاع العام أو القطاع الخاص .. ويحملون من الخبرات ما يؤهلهم للاستشارة ويخولهم البحث في كل الأمور، التي تتعلق بنهضة هذا الوطن وتنميته وازدهاره .. وقد استشعرت حكومة خادم الحرمين الشريفين أهمية هذه الشريحة، فأولتها اهتماما خاصا يتجلى في كثير من المواقف، لعل أبرزها هذه الاحتفالات السنوية التي تعقد عادة في الغرف التجارية بمدن المملكة الرئيسة «الرياض وجدة والدمام» تحت رعاية اصحاب السمو أمراء المناطق أو من ينوب عنهم .. وقد احتفت الغرفة التجارية بالدمام قبل فترة وجيــزة تحت رعايــة سمــو أميــر المنطقــة الشرقيــة بتلك الشريحــة الغالية في حفل طرحت من خلاله المشروعات المزمع القيام بها لخدمة المتقاعدين بالمملكة.
وقد أثلج صدور المتقاعدين خبر نُشر على صفحات جرائدنا اليومية الأولى قبل أيام .. مفاده أن مجلس الشورى بصدد دراسة قرار العلاوة السنوية للمتقاعدين وإحالته لمقام مجلس الوزراء لاعتماده والأخذ به وهو قرار سديد ينم عن اهتمام حكومتنا الرشيدة بتلك الشريحة من المجتمع لاسيما أن المتقاعد كما هو متعارف عليه نظاما يفقد ميزة العلاوة السنوية بعد احالته للتقاعد وتلك ميزة أظن أن الحاجة لها ملحّة وضرورية في الوقت الراهن بحكم أن تصاعد أسعار المواد الغذائية الأساسية وغير الأساسية لا ينسجم مع مرتبات المتقاعدين «الثابتة» وأخص بالذكر الدونية منها .. ولن تتم معالجة هذه المسألة إلا بإقرار تلك العلاوة للمتقاعدين.
وتكريم تلك الفئة الغالية من فئات مجتمعنا السعودي الآمن المستقر وقد أفنى اصحابها زهرات أعمارهم في خدمة هذا الوطن وبذلوا ما أمكنهم بذله من جهد واجتهاد وتفان في العمل سعيا وراء الوصول به الى أرفع درجات التقدم والتطوّر والنمو تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» ذلك التـكريم لابد أن يخرج من دائرة قرار العلاوة رغم أهميته الى دوائر أخرى تنمّ عن تقدير مختلف القطاعات عامة أو خاصة لتلك الشريحة الهامة من شرائح المجتمع السعودي .. فأصحابها يستحقون التكريم من قبل خطوط الطيران السعودية والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية وشركة النقل الجماعي والفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية الكبرى والمستشفيات الأهلية والمجمّعات التجارية ونحوها من مراكز الخدمات بمنحهم التخفيضات المناسبة، التي لابد أن تصل الى النصف على الأقل.
صحيح أن لدينا جمعية تسمى «الجمعية الوطنية للمتقاعدين» يفترض فيها أن تهتم بهذه الفئة من المواطنين غير أن أنشطتها لم تفعل بعد وأدوارها لم تكتمل بدليل أن «القائمة الطويلة العريضة» من المستشفيات والفنادق والمطاعم ونحوها التي تعطى للمتقاعد بعد أن يدفع اشتراكه السنوي والتي بموجبها يمنح حامل بطاقة الجمعية خصما يصل الى عشرين بالمائة في تلك المرافق المدوّنة في القائمة ليست الا حبرًا على ورق، كما أن المشروعات المطروحة في الكتيب الذي يسلم للمتقاعد مع سند قبض الاشتراك لم ترَ النور بعد .. ولابد من اتخاذ القرارات الملزمة التي يتم بموجبها تكريم تلك الفئة الغالية من شرائح الوطن تكريما يليق بمكانتها المرموقة في قلب وعقل قائد هذه الأمة «يحفظه الله» وهي مكانة رفيعـة تستحق التقدير من كل مؤسسات الدولة ومرافقها العامة والخاصة.
Mhsuwaigh98@hotmail.com

Translate »

WildWeb

Яндекс.Метрика
Top.Mail.Ru